نظّم كل من معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت ولجنة المرأة في نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت، بالتعاون مع مجموعة حلقات استقبال، حلقة حوارية حول واقع الأسر من منظور تجارب الأسيرات الفلسطينيات وعائلات الأسرى، إضافة إلى شهادات من محاميات ناشطات في قضايا الأسر يوم السبت 23 تشرين الأول 2021.
افتتحت اللقاء مديرة معهد دراسات المرأة د. رانيا جواد، معتبرةً اللقاء كمبادرة نسائية "تعيد ترميز الماضي الثقافي الفلسطيني اجتماعياً وسياسياً" و "تؤكد على رؤية المعهد في الربط بين المعرفة والممارسة والمبادرة". وأشارت جواد إلى أن هذا النشاط يعكس تجربة جامعة بيرزيت بطلبتها والعاملين فيها وهي في صلب اهتمامات المعهد الفكرية والبحثية والسياسية، حيث تجتمع "أجيال مختلفة من الأسيرات والناشطات اللواتي يتجاوزن التقسيمات الاستعمارية".
ونيابة عن لجنة المرأة في نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت، تحدثت د. لينة ميعاري، عضوة الهيئة الأكاديمية في كل من معهد دراسات المرأة ودائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية، مشيرةً إلى أن "المستعمِر الصهيوني قد استخدم الأسر كأداة محو وعزل للطليعة المناضلة من أبناء وبنات شعبنا منذ لحظة استعماره لفلسطين" وأن "سياسة الاعتقال الجماعي كانت قد تكثفت منذ احتلال ما تبقى من فلسطين في العام 67، فمنذ ذلك الحين تم اعتقال وأسر ما يقارب المليون فلسطيني وفلسطينية". وقالت ميعاري "في حين أن تجارب الأسر تشترك في كثير من الأبعاد إلا أن تجارب النساء الفلسطينيات مع الأسر لها خصوصيتها والتي تحاول هذه الحلقة الحوارية تسليط الضوء عليها، لا لفصل تجارب النساء وعزلها بل لتناول الأبعاد المتعددة لهذه التجارب في محاولة لرسم وإدراك الصورة المتكاملة التي لا يمكن إدراكها إلا بالاطلاع على كافة مكوناتها بتعدديتها وخصوصيتها." وختمت ميعاري بالتأكيد على أهمية التعاون القائم بين معهد دراسات المرأة ولجنة المرأة في نقابة جامعة بيرزيت وبين مجموعة حلقات استقبال، إذ أن هذا التعاون "يعكس تجاوزنا للتقسيمات الاستعمارية التي كشفت ضعفها هبّة أيار معلنةً أن شعبنا واحد وأن الجغرافيا الاستعمارية مهما قسّمتنا لن تقوى على تفريق أبناء وبنات شعبنا وضرب وعيه بفلسطين الواحدة ".
وتحدثت آية زيناتي، مؤَسِسَة مشروع حلقات استقبال، حيث عرّفت بالمشروع بأنه مشروع لجميع النساء الفلسطينيات "يعيد إحياء عادة لنسائنا الفلسطينيات ما قبل ال 48" في اللقاء أسبوعياً وشهرياً "لخلق مساحة خاصة بهن" وكانت بداية إعادة إحياء هذه العادة في العام 2017 تجسدت في "جولات نسوية سياسية في مدن وقرى فلسطينية لتوثيق الرواية الفلسطينية من منظور النساء وتعزيز التواصل بينهن".
وقد تخللت اللقاء جلستان رئيستان أولاهما كانت بعنوان "البعد القانوني والجماهيري لتجربة الأسر في السياق الفلسطيني"، ترأستها د. إصلاح جاد، وتحدث خلالها كلٌّ من الأستاذة جنان عبده، وهي محامية ناشطة في قضايا الأسرى وزوجة أسير محرر، والدكتورة وداد البرغوثي، وهي محاضرة في جامعة بيرزيت وأسيرة محررة ووالدة أسير. وقد تغيبت عن الجلسة مديرة مؤسسة الضمير، سحر فرنسيس التي اعتذرت عن المشاركة لانشغالها بمتابعة حيثيات وتبعات القرار الإسرائيلي بتصنيف ست مؤسسات أهلية فلسطينية، ومن ضمنها مؤسسة الضمير، كمؤسسات "إرهابية".
وترأست أ. رلى أبو دحو الجلسة الثانية "التجربة المعاشة من منظور الأسيرات الفلسطينيات وعائلاتهن"، حيث تحدث كلٌّ من ليان كايد (أسيرة محررة وخريجة جامعة بيرزيت) وسلام أبو شرار (أسيرة محررة وطالبة ماجستير في جامعة بيرزيت) حول جوانب متعددة من تجاربهن المعاشة في الأسر التي تكشف المعاناة والتحدي في ذات الوقت؛ وشيرين أبو فنونة (ابنة الأسيرة شذى عودة) التي قدمت تفاصيل حول ما تواجهه عائلات الأسرى من خلال تجاربها في متابعة أسر والدتها، ولطيفة أبو حميد وهي والدة خمسة أسرى تحدثت عن تجربتها كأم لأسرى محكومين بالمؤبدات أكبرهم يعاني من أوضاع صحية صعبة.
في ختام اللقاء جرى تكريم متواضع للأسيرات المحرّرات وأمهات وعائلات الأسرى والمحاميات.