شاهدات من غزة

بعد أقل من شهر من بدء حرب الإبادة في غزة عام 2023، وفي ظل الصدمة التي عشناها ونعيشها بسبب حجم الدمار والقتل، واستجابة لفيض الشهادات والكتابات من أهلنا في قطاع غزة، بدأنا بجمع وتوثيق عدد من شهادات النساء الغزيات داخل وخارج القطاع في خضم تصاعد العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة ومحاولاته للقضاء على الشعب الفلسطيني، بدعم وتواطئ من الحكومات الأمريكية والأوروبية التي تمد الاحتلال الإسرائيلي بالمال والعتاد. في البداية، كان جل اهتمامنا منصبا على جمع وتوثيق الشهادات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي كونها أكثرعرضة للحذف والحجب بسبب سياسات تقييد المحتوى الفلسطيني، ولكن قمنا أيضا بالتواصل مع عدد من النساء في غزة والسؤال عن إذا ما كن يرغبن بمشاركة شيء من تجاربهن وكلماتهن معنا. وصلتنا أولى الشهادات من شمال قطاع غزة، من براء حمودة، والتي كان من المفترض أن تبدأ دراستها في بيرزيت كطالبة في برنامج الماجستير في دراسات النوع الاجتماعي والتنمية في تشرين الأول من العام ذاته، ولكنها لم تتمكن من مغادرة غزة بسبب الحصار الإسرائيلي والقصف المتواصل على القطاع. شاركتنا براء جزءا من التجارب المروعة التي عاشتها عقب بداية الحرب ورحلة البحث عن الملجأ بكلمات مؤثرة عصية على الكسر، كانت قد دونتها في 11 و15 من تشرين الثاني. ومع تلقينا المزيد من الشهادات من نساء أخريات غزيات من مختلف مناحي الحياة والأعمار والأشغال عن طريق الواتساب والفيسبوك سواءً كنصوص أو رسائل صوتية، بدأ المشروع يتخذ شكلا جديدا استجابةً لما شاركتنا به نساء غزة من حيث التواصل الشخصي والتفاعل وبناء العلاقات مع الكثير منهن، كما محاولة مساندتهن بقدر ما نستطيع والتعلم من وعن ما يمررن به من تجارب، حيث أصبح التوثيق وحفظ الشهادات أداة وليس هدفا بحد ذاته.

شاركتنا النساء في شهاداتهن تفاصيل عن حرب الإبادة على غزة وتراكماتها منذ النكبة وعبر سنوات من الهجمات الإسرائيلية العنيفة على القطاع، فبعضهن تحدثن عن  القرارات الصعبة التي اضطررن لاتخاذها والاختيار بين الموت في منازلهن أو في خيام النزوح، عن تعرضهن للتشريد والتهجير المتكرر وهن حوامل، عن حصار الجيش للمستشفيات وقتل كل من يحاول الخروج، وشاركننا نقدهن اللاذع لكل من شارك أو صمت عن التدمير الممنهج لقطاع غزة، وتفاصيل ظروف معيشتهن القاسية تحت غطاء إنساني متهالك يمنعهن من حماية وإطعام أطفالهن؛ وأحياناً يكتبن عن الذعر والألم الذي يشعرن به بسبب البعد عن أسرهن داخل غزة، ومحاولاتهن لتخليد وإحياء ذكرى الشهداء، وتوثيق المشاهد المروعة التي شهدن عليها… هذه الشهادات وصلتنا من نساء يقطن في مناطق مختلفة من القطاع، غالبيتهن يعود أصلهن لقرى فلسطينية دمرت وهجرت خلال النكبة، هؤلاء الشاهدات هن طبيبات، وممرضات، وصحفيات، وطالبات، وأمهات، ومعالجات نفسيات، وفنانات، ومربيات، ومعلمات، وكاتبات، وكلماتهن لا يمكن اختزالها في العنف الاستعماري الامبريالي الذي يواجهنه ويصفنه، إذ أنهن ينتقدن ويرفضن تقييد كلماتهن على هذا النحو.

يتمحور مشروعنا حول النساء الغزيات من خلال التركيز على تفاصيل واختلافات حياة المرأة الفلسطينية دون الاقتصار على العنف الذي تتعرض له، فلا ننظر إلى كتاباتهن كنصوص لاتاريخية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتعبر عن تجربة النساء أجمعهن، وبشكل عام فإن النهج الذي نتبعه يقتضي منا الحصول دائمًا على الإذن أولا، وعند قيامنا بتفريغ الرسائل الصوتية والمرئية، نحرص على نقل الكلام كما هو، سواء بالعامية أو الفصحى، وعند تدقيق النصوص الكتابية لغويا نبتعد عن أي تغيير أو تعديل يمس روح النص مدركين أن هذه الشهادات قد كتبت او سجلت تحت خطر القصف والتهجير والتجويع، كما نقوم بترجمة الشهادات بأنفسنا، شكرا لجهود مجموعة من المتطوعين.

وبعد نشر عدد من الشهادات، قمنا بسؤال زميلاتنا النسويات المناهضات للإمبريالية حول العالم إن كنّ يرغبن في التواصل مع إحدى النساء اللواتي شاركننا كلماتهن، وفي شباط 2024، تحت عنوان "رسائل إلى غزة"، بدأنا ترجمة رسائلهن ونشرها وإيصالها لنساء غزة.

تم نشر شهادات النساء من غزة باللغتين العربية والإنجليزية على صفحة معهد دراسات المرأة على فيسبوك منذ 29 تشرين الثاني 2023، وقد انتهت هذه المرحلة من العمل تمهيدًا للمرحلة الثانية، والتي سيتم الإعلان عنها قريبًا. ونود أن نؤكد أن هذا العمل طوعي من جمع، تفريغ، ترجمة، ونشر الشهادات وتصميم الصفحة. وأخيراً، كلنا شكرٌ وامتنان لنساء غزة الشجاعات اللواتي شاركننا بعضا من تجاربهن وأجزاء من ذواتهن من خلال الكلمات والصور.

 

لقراءة الشهادات:

براء حمودة الجزء الأول؛ الجزء الثاني؛ الجزء الثالث

هيا أبو ناصر

مها أبو الكاس الجزء الأول؛ الجزء الثاني

بيسان نتيل

فاطمة بشير

فاطمة بشير تكتب عن صديقتها مريم حجازي

مريم حجازي

م. الجزء الأول؛ الجزء الثاني

شذا قرموط

دعاء بدوي الجزء الأول؛ الجزء الثاني

سهير الحلبي الجزء الأول؛ الجزء الثاني

عالية أبو مريم

سجود أبو حسنين الجزء الأول؛ الجزء الثاني

فداء الحسنات

كفاية عبد العاطي بركة

مريم منصور اللوح الجزء الأول؛ الجزء الثاني

خديجة الحلو

سماح شمالي

دعاء رفعت الكرد

 

لقراءة الرسائل:

إلى دعاء بدوي من زهراء

إلى مها أبو الكاس من وفاء

إلى بيسان نتيل من رندة

إلى سهير الحلبي من برناديتا

إلى هيا أبو ناصر من بانة

إلى فاطمة بشير من لبنى

إلى مريم حجازي من نادية

إلى شذا قرموط من سوزان ونادين

إلى م. من ر. في القدس

إلى دعاء بدوي من سارة

إلى خديجة الحلو من تيانة



انضم إلى قائمتنا البريدية