عقد معهد دراسات المرأة، بالتعاون مع كلٍّ من وزارة الثقافة الفلسطينية ومؤسسة شاشات، ورشة عمل لتحليل الأفلام تحت عنوان " تحديات المرأة الفلسطينية في عيون شابات فلسطينيات".
افتتحت سمر قسيس، منسقة الورشة وخريجة برنامج الماجستير في النوع الاجتماعي والتنمية في جامعة بيرزيت ، اللقاء بتقديم نبذة قصيرة عن معهد دراسات المرأة وبرنامج الماجستير في النوع الاجتماعي والتنمية، والتعريف بالشركاء (وزارة الثقافة الفلسطينية ومؤسسة شاشات). وقد حضر اللقاء طلبة مساق المرأة في الإعلام ضمن البرنامج الفرعي لدراسات المرأة وطلبة من برامج أخرى بالإضافة إلى ممثلات من وحدات النوع الاجتماعي في وزارتي الثقافة والعمل الفلسطينيتين ومن وزارتي التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية وعن جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية.
في البداية، ألقت كلمة وزارة الثقافة مديرة وحدة النوع الاجتماعي أسماء كيلاني (وهي خريجة برنامج الماجستير في النوع الاجتماعي والتنمية في الجامعة) حيث عرّفت بالوحدة وشددت على أهمية التعاون والشراكة بين معهد أكاديمي ومؤسسة رسمية حكومية. وأثنت على أهمية عقد ورشات من هذا النوع لأهمية المواضيع التي تتناولها وتطرحها على الساحة الفلسطينية، وبالأخص على الشباب الفلسطيني الذي يعاني في الأساس من مشاكل اجتماعية عدّة.
وتحدثت ممثلة مؤسسة شاشات عن المؤسسة ودورها في المجتمع الفلسطيني وأهمية الافلام التي يتم إنتاجها وإخراجها بدعم من المؤسسة.
كما تابع الحضور مقابلةً مع المخرجة أريج أبو عيد من قطاع غزة عبر خدمة سكايب. تحدثت أبو عيد عن تجربتها كمخرجة فلسطينية في قطاع غزة والعقبات والمشاكل التي تواجهها في سياق تناول القضايا الاجتماعية في أفلامها، كما ركزت على حيثيات الفيلم الذي أخرجته هي وزميلتها ألاء دسوقي (منشر غسيلو) والذي يتناول قضية اللباس في المجتمع الفلسطيني والتحرشات اللفظية التي تواجهها الفتاة والمرأة الفلسطينية، في الشارع وفي مكان العمل، من جميع الذكور الفلسطينيين بغض النظر عن أعمارهم ومستواهم التعليمي وبيئتهم. وسأل الحضور المخرجة عن مشاريعها القادمة وكيف يتقبّل المجتمع الغزّي القضايا الشائكة التي تعالجها في أفلامها.
بعد عرض الشريطين السينمائيين "منشر غسيلو" للمخرجتين أريج ابو عيد وألاء دسوقي و"خمس فناجين وفنجان" للمخرجة ليلى عباس، فُتح بابُ النقاش حولهما.
ففي فيلم "خمس فناجين وفنجان" للمخرجة ليلى عباس تُظهِر مجموعة من النسويات الفلسطينيات أجندات شخصية ومهنية مختلفة حول تغيير قانون الأحوال الشخصية، وقد دار النقاش حول الحركة النسوية الفلسطينية وكيف تم تمثيلها بالفيلم. وتمثل نقد البعض في أن المخرجة حصرت الحركة النسوية الفلسطينية في طبقة واحدة، وهي الطبقة البرجوازية الفلسطينية، وكيف صُوِّرت النساء الخمسة اللواتي قمن بطرح تغيير وتعديل على قانون الاحوال الشخصية الفلسطينية. ووجدت إحدى المشارِكات أن التركيز على السيقان والكعب العالي يوحي بأن قانون الاحوال الشخصية النافذ ينظر للمرأة كجسد فقط. وفي الفيلم، تظهر كل امرأة ممثِّلةً لمذهب أو تيار فكري معين محاوِلةً طرح قضايا جميع النساء الفلسطينيات من منظورها وحسب أولوياتها. كما هُمِّشت واستُثنِيَت من النقاش خلال الفيلم المرأة التي تقدم لهن القهوة، والتي تمثل أغلبية المجتمع الفلسطيني باعتبارها المرأة العاملة المهمشة. وناقش الحضور دور الحركة النسوية الفلسطينية بعيدا عما تناوله الفيلم الذي خلق جدلاً يتعلّق بمدى عكسه لواقع الحركة النسوية الفلسطينية بجميع مكوّناتها إذ أغفل الدور الكفاحي للمرأة الفلسطينية ودورها الفاعل على الارض من خلال الاطر النسوية.
أما فيلم "منشر غسيلو"، للمخرجتين أريج ابو عيد وألاء دسوقي، فيسرد بأسلوب ساخر جزءاً من قاموس التحرش الجنسي اللفظي الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، مهما ارتدت من ملابس، بالإضافة إلى الاغتصاب البصري الذي يعرّيها مهما غطّت من جسدها. وناقش الحضور ثقافة تأقلم الفتاة الفلسطينية مع المجتمع الذي ينظر اليها فقط كجسد، فتغيّر ملابسها بما يتناسب مع المجتمع الفلسطيني وحسب مكان العمل. فهي تضطر لارتداء الحجاب، وحتى الخمار، لمسايرة رغبة المجتمع ونظرته لجسد المرأة، بينما تكون في حالات أخرى جاهزة لخلع الحجاب إن تطلّبت الوظيفة ذلك. وقد تركت المخرجتان نهاية الفيلم مفتوحة للمشاهِد، فبدا منديل الحجاب المتطاير محمَّلاً بالمعاني التي تحمل أكثر من مدلول.
جديرٌ بالذكر أن الورشة هي واحدة من سلسلة نشاطات قام بها معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت بمبادرةٍ من اثنتين من خريجي برنامج الماجستير في النوع الاجتماعي والتنمية ضمن مجموعة بحثٍ تشكلت ضمن مساق قامت د. عدنية شبلي بتدريسه في البرنامج حول الثقافة البصرية والنوع الاجتماعي. وكانت مجموعة البحث هذه قد تشاركت مع د. عدنية شبلي في كتابة فصل كامل حول كاتبات سيناريو الأفلام الفلسطينيات في كتاب حول كاتبات سيناريو الأفلام في العالم باللغة الانجليزية. كما نُشرت المقالة باللغة العربية في مجلة الدراسات الفلسطينية تحت عنوان "شاشة المكان".
رابط المقال باللغة العربية:
http://www.palestine-studies.org/sites/default/files/mdf-articles/134-148.pdf