آليات ومسببات القوة والسلطة للنوع الاجتماعي داخل الأسرة الفلسطينية
سنة الإصدار: 2006
المؤلف/ة: أيمن رزق الله عبد المجيد
المشرف/ة: ريما حمامي
لجنة النقاش: لميس أبو نحلة وسهى هندية
ملخص:
شكلت هذه الدراسة محاولة لفهم الآليات والعوامل المرتبطة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للأسرة المعيشية، ارتباطاً بعملية اتخاذ القرار وإدارة المصادر وتقسيم العمل المنزلي وكيف تجتمع عوامل ورؤى وتغيب أخرى في منح سلطة أو قوة تؤثر في هذه العلاقات، بين الرجال والنساء داخل الأسرة. كما حاولت الدراسة إعادة قراءة الأسرة المعيشية الفلسطينية من وجهة نظر الرجال والنساء داخلها بعيداً على الأطر والنظريات المختلفة.
بيّنت الدراسة أن المشاركة الاقتصادية للنساء في العمل خارج المنزل (العمل المأجور) زاد من قوة النساء في إدارة وتوزيع المصادر التي تملكها الأسرة باعتبارها مساهماً رئيسياً في دخل الأسرة، كما عملت مشاركتها الاقتصادية على رفع قوتها التفاوضية ومشاركتها في عملية اتخاذ القرار داخل الأسرة، بينما لم تعمل على إعادة توزيع الأعباء المنزلية على باقي أفراد الأسرة، وإن مشاركة المرأة الاقتصادية أضاف عليها أعباء إضافية، حيث تضاعف عمل المرأة في المنزل وخارجه، وهذه المشاركة للمرأة لم تجعل الزوج يشارك في الدور الإنجابي بشكل رئيسي.
ومع غياب المساهمة الاقتصادية للنساء ربات البيوت (غير العاملات) لعبت بعض العوامل أدواراً مساعدة لدى بعض النساء، في قوتهنّ على المشاركة في عملية اتخاذ القرار والمساهمة في إدارة المصادر وتوزيعها، مثل ملكية بعض النساء ومراحلهنّ العمرية (كبار العمر).
دعمت عوامل إضافية أخرى النساء سواء كنّ عاملات أم غير عاملات، ومن مصادر الدعم هذه رؤية النساء لقيمهنّ وذواتهنّ وقيمة المصادر المختلفة (سواءً المادية أو المعنوية). وتُعزز قوتها بعوامل أخرى مثل المواقف لدى الرجال داخل الأسرة، والدعم المعنوي الخارجي من العائلة، أو من المشاركة السياسية. كما شكلت العلاقة العاطفية والحب بين الأزواج لمختلف النساء عاملاً داعماً في تحقيق توازن معيّن في العلاقات والأدوار وعملية اتخاذ القرار. كما تعززت قوة بعض النساء من خلال المنطق والموقف الذي يتم التفاوض عليه بين أفراد الأسرة.
كما بينت ثنايا الدراسة فيما يتعلق بعملية القرار أن نوع القضية المتعلق بها اتخاذ القرار أو القرارات الصراعية داخل الأسر لم يكن له تأثير مباشر بقدر ماهية العلاقة والديناميكيات بين الزوجين. وقد كانت النساء أكثر إقراراً بالمشاكل والتحديات التي واجهت الزوجين داخل الأسرة، مقارنةً بالرجال.
كما أشارت نتائج الدراسة أن الرجال لا يتنازلون بسهولة، وأن النساء يناضلنَ ويساومنَ ويقاومنَ ويفاوضنَ ويخضنَ الصراع من أجل الحصول على الحقوق وكنّ أكثر استعداداً للتنازل والتضحية والإيثار من أجل المصلحة العامة للأسرة. ويتّبع الرجال سياسة السلطة في الأساس بإدارة الصراع داخل الأسرة. وبالتالي تؤكد الدراسة أن اللاتوازن واللامساواة بين الرجل والمرأة داخل الأسرة يرتبط بالقوة والسلطة والتي تكون غير ثابتة ومرنة وتُحدَّد من خلال المساومة والديناميكيات المختلفة وحسب المصادر المتوفرة للأفراد (وتكون هذه المصادر مادية أو معنوية).