صور الوطن المفقود: ذكريات المرأة الفلسطينية اللاجئة: دراسة مقارنة مع صور الرجل اللاجئ قبيل وبعيد نكبة 1948

سنة الإصدار: 2009

المؤلف/ة: رفعة أبو الريش

المشرف/ة: إصلاح جاد

لجنة النقاش: شريف كناعنة وريما حمامي

ملخص:

تعتبر هذه الدراسة محاولة في كتابة بعض أجزاء من التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين الذين استهدفتهم هذه الدراسة، وهم من أهالي (مدن يافا، اللد، الرملة، القدس، وقراهم). الذين لجأوا بعد النكبة والتهجير إلى مخيمات وسط الضفة الغربية (مخيمات الأمعري، الجلزون، قلنديا، قدورة، سلواد، ومخيم بيرزيت). تركز الدراسة على أدوار الجنسين الاقتصادية والاجتماعية في سياق التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على فلسطين في أواخر الحكم العثماني، وأثناء الانتداب البريطاني. وتستهدف الدراسة النساء الريفيات ونساء الطبقة الفقيرة من أهالي المدن. والنساء الفقيرات من أهالي الريف اللواتي هاجرن مع أزواجهن وذويهن إلى المدن بحثا عن العمل على أثر التحولات الاقتصادية التي اجتاحت البلاد ، والتي بموجبها أجبر الفلاح على ترك مزرعته وتحول إلى بروليتاريا أي عامل بالأجرة ، ولإظهار الصور لديهن التي تعكس اختلافات أدوارهن في الواقع الفلسطيني الذي فرض نفسه عليها ، بالاعتماد على ذكرياتهن من خلال رواياتهن الشفوية المتضمنة تفاصيل الحياة والسير الذاتية لهن، لتأريخها وكتابتها في التاريخ الاجتماعي الفلسطيني لأن التاريخ الرسمي المدون تناول الدور السياسي لنساء النخبة وأهمل الأخريات، رغم إسهاماتهن القوية في اقتصاد أسرهن، وفاعليتهن الإيجابية في الحياة الاجتماعية الفلسطينية. تظهر الدراسة التعدد والتنوع في الذاكرة الفلسطينية لدى الجنسين، ولدى النساء أنفسهن كنساء مدينة ونساء قرية. هذا، ويعود التعدد والتنوع في الذاكرة الفلسطينية إلى الفوارق الطبقية، وفوارق النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني بالإضافة إلى الفوارق السكنية في مختلف المناطق الفلسطينية، والتي بدورها أثرت على الصور لديهم، وهذه الفوارق عادة تخفيها الكتابة التاريخية الرسمية المدونة. واحتوت الصور لدى الجنسين على العديد من العناصر التي تعكس واقع الحياة بكل تفاصيلها في القرى والمدن التي استهدفتهم الدراسة، وتنوع نشاطات العمل التي اتسمت بالمرونة البعيدة ع التقسيم والثنائيات الثابتة،  وكذلك التقدير العالي لعمل النساء، وكما احتوت الصور على تفاوت قدرة الفلسطينيين على التكيف والتأقلم مع واقع الحياة الجديدة التي فرضتها تجربة النكبة والتهجير، والدور الكبير الذي قامت به النساء حين خرجن للعمل بعد  النكبة والتهجير للحفاظ على أسرهن، وأشارت الصور لدى النساء إلى قوة العزيمة والإرادة عندهن في تحمل أعباء الحياة بعد النكبة أكثر من الرجال. أما فيما يتعلق باختلافات الأدوار في الواقع الفلسطيني الموجود في الصور لدى الجنسين والذي تركز في فرص التعليم التي كانت متاحة أكثر للرجال من النساء، وفي حرية الحركة والتنقل بحرية لقضاء أوقات الفراغ وللعمل، حيث كانت الحرية ممنوحة أكثر للرجال من النساء مع أن حرية الحركة كانت متاحة ومباحة للنساء فقط ما دامت مرتبطة بأدوارها الإنتاجية وليس في جميع الأمور كما كانت متاحة للرجال. أما اختلافات الأدوار في الواقع الفلسطيني الموجودة لدى صور النساء كانت في اللباس حيث اختلف لباس نساء المدينة عن لباس نساء القرية وارتبطت مكانة النساء الاجتماعية بنوعية الأقمشة وأثمانها وكثافة التطريز عليها بالنسبة لنساء الريف، واختلف العمل وطبيعته لدى صور النساء، ففي القرية تركز العمل في الأرض وفلاحتها أما في المدن فقد تركز العمل في الوظائف الرسمية كالتعليم والتمريض وغيرها من الوظائف، وفي التعليم حظيت امرأة المدينة عليه بشكل أكبر من امرأة القرية، والاختلاف الأخير في الأدوار ضمن الواقع الفلسطيني لدى صور النساء كان في تنوع وتعدد طرق قضاء أوقات الفراغ التي توفرت للمرأة في المدينة أكثر منها لنساء القرية.