سنة الإصدار: 2010
المؤلف/ة: زياد محمود علي يعيش
المشرف/ة: ريما حمامي
لجنة النقاش: إصلاح جاد وروبرت ويستون
ملخص:
تسعى هده الدراسة إلى تسليط الضوء وزيادة المعرفة بعالم الرجولة في السياق الفلسطيني، والذي تم تجاهله في دراسات النوع الاجتماعي في فلسطين. تفحص هذه الدراسة الطرق المختلفة التي يتعامل بها الرجال كبار وصغار السن مع مفهوم الرجولة في ظل فقدان هؤلاء الرجال لعملهم ودورهم كمعيلين لأسرهم. وقد تم تصميم هذه الدراسة لتحقيق الأهداف التالية: 1) دراسة أثر الأزمة السياسية والاقتصادية على الرجولة الفلسطينية. 2) دراسة أثر هده الأزمة على أدوار وعلاقات النوع الاجتماعي داخل الأسرة والمجتمع الفلسطيني. وبناء عليه فإننا نأمل أن تساهم هذه الدراسة في فهم علاقات النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني، بما فيها التحديات التي تواجه الرجال الفلسطينيين في التعامل مع رجولتهم، نتيجة للحصار والدور المتوقع منهم لأسرهم ومجتمعاتهم. وقد تم اختيار مدينة نابلس لتنفيذ العمل الميداني الخاص بهذه الدراسة، نظرا للحصار المستمر والطويل الذي شهدته هذه المدينة خلال الانتفاضة الثانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقد مر تصميم أدوات هذه الدراسة بمراحل مختلفة رافقتها مراجعة مستفيضة ومستمرة للأدبيات، شملت أبحاثاً ومقالات ودراسة حالات. وقد نتج عن كل مرحلة إعادة تقييم وتطوير لأدوات الدراسة. وتضمنت المرحلة الأولى مقابلات أجريت مع رجال في عدد من المقاهي في مدينة نابلس هدفت إلى التعرف بشكل عام على مفهوم الرجال للقضايا الخاصة بالرجولة. أما المرحلة الثانية فتضمنت تنفيذ أربع مجموعات نقاش مركزة مع ثلاثين رجل وامرأة. وشملت المرحلة الأخيرة من العمل الميداني تأكيد نتائج المجموعات المركزة من خلال مقابلات معمقة مع خمسة رجال.
تم تحليل وعرض النتائج من خلال المحاور التالية: الرجولة وأزمتها في مدينة نابلس، والرجال العاطلون عن العمل، وآليات التكيف الاقتصادي، والأثر النفسي والعاطفي، وتعامل الأسرة مع الأزمة، والرجولة المتحولة.
وأظهرت النتائج أن التغييرات التي تطرأ على أدوار النوع الاجتماعي خلال الأزمات هي تغييرات مؤقتة وليست كافية لإحداث تغيير في علاقات النوع الاجتماعي السائدة والمبنية أساساً على مفهوم بطريركي (ذكوري). إضافة إلى هذا، فقد أظهرت النتائج الأشكال المختلفة للرجولة السائدة في المجتمع الفلسطيني، والتي تضمنت الرجولة المسيطرة، والمتحورة حول السلطة والقوة والمال، أما الشكل الآخر فتضمن الرجولة المتواطئة، والتي كانت واضحة في أقوال الرجال صغار السن، فيما تمحور الشكل الثالث حول الرجولة المهمشة، والتي كانت أيضاً واضحة في روايات الرجال كبار السن.
إضافة إلى هذا، فقد أظهرت النتائج أشكال أنثوية/نسوية مختلفة تضمنت الأنثوية المثبتة والمقاومة، وقد استند هذان الشكلان في سلوكهما على القيم والقواعد الإسلامية، والتي هي في حد ذاتها أيضا شكل من أشكال الرجولة يزداد انتشاراً بشكل كبير ويحظى بشعبية واسعة في المجتمع الفلسطيني. تشير هذه النتائج ضمنياً إلى أن الأزمة، في السياق الفلسطيني، تدعم استمرار شكل الرجولة المسيطرة، وأن المرأة تشجع الرجل على المحافظة على قوته وسيطرته.