التحول في الأنماط الإنتاجية الزراعية وانعكاساته على أدوار المرأة الريفية الفلسطينية
سنة الإصدار: 2020
المؤلف/ة: محمد إبراهيم محمد شكري رؤوف
المشرف/ة: أميرة سلمي
لجنة النقاش: ريما حمامي ونداء أبو عواد
ملخص:
تشاكل هذه الدراسة محاولة للمساهمة في دراسة آثار التحول في أنماط الإنتاج الزراعي الفلسطيني على أدوار النساء الريفيات، انطلاقاً من نظريات ارتباط المرأة الريفية بالموارد الطبيعية ارتباطاً وثيقاً يجعلها الأكثر تأثراً في التحولات التي تحدث على الأنماط الإنتاجية الزراعية، بفعل عمليات التحديث والتنمية الرأسمالية، وسياسات الاستيطان الكولونيالي في فلسطين.
تأخذ الدراسة حالة بلدة عرابة في شمال الضفة الغربية كنماذج أو حالة دراسية لهاذه التحولات، وتعتمد على المقابلات المعمقة للوصول إلى تجارب النساء أنفساهن، وسماع أصواتهن، مع التركيز على المعرفة التي تمتلكها النساء الريفيات اللواتي انخرطن في الإنتاج الزراعي، وفهمهن لأسباب التحول في الأنماط الإنتاجية الزراعية في فلسطين، وآثار ذلك على القطاع الإنتاجي الزراعي الفلسطيني، والآثار المترتبة على هذه التحولات في مجتمعاتهن بشكل عام وعلى أوضاعهن الاجتماعية، والاقتصادية، وعلى أدوارهن بشكل خاص.
وقد وضحت الدراسة أهمية الأدوار التي كانت تقوم بها المرأة الريفية، بالإضافة إلى المكانة الاقتصادية، والاجتماعية التي كانت تحظى بها المرأة المساهمة في العمل الإنتاجي الزراعي، كما وقد بينت الدراسة خصوصية الحالة الفلسطينية عن باقي دول العالم الثالث فيما يخص علاقات التبعية الناتجة عن هيمنة دولة الاحتلال على قطاع الزراعي الفلسطيني، بالإضافة إلى سياسات الاستيطان الكولونيالي التي مارستها دولة الاحتلال والتي تركزت على الاقتلاع والتهجير وسلخ المزارع الفلسطيني عن علاقة بأرضه بالتزامن مع إبادة المهارات المحلية. بالإضافة إلى ذلك فقد بينت الدراسة ومن خلال تجارب النساء ورؤيتهن لواقع القطاع الإنتاجي الفلسطيني لم تكن على مستوى طبقات المزارعين الفلسطينيين أنفسهم، بل هي علاقات تبعية هرمية واستغلال ما بين المزارعين اليهود والمزارعين الفلسطينيين، كما وأن تهميش أدوار النساء وأهمية عملهن في القطاع الإنتاجي الفلسطيني لم ينتج عن الهرمية الأبوية بقدر ما كان ناتجاً عن الظروف السياسية والاقتصادية التي عانت منها الأرياف الفلسطينية، بالإضافة إلى السياسات التحديثية والتنمية الرأسمالية التي عملت على تعزيز الثقافة الاستهلاكية وتغيير قيمة وأهمية واختلاف الحاجات الأساسية بين الماضي والواقع الحالي والذي بدوره عمل على التقليل من أهمية الأدوار التي تقوم بها النساء في وقتنا هذا.
كما وقد بينت الدراسة أن انخراط المرأة الريفية الفلسطينية في القطاع الإنتاجي الزراعي، ومشاركة لمحيطها في إنتاجه، ومجابهتها لمشاكله الاقتصادية والإنتاجية قد أكسبها مهاراتها ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية، والمعرفة العملية، وفهمها لأسباب التحول وآلياته وآثار هذه التحولات عليها بشكل خاص وعلى مجتمعها الفلسطيني بشكل عام، وهذا ما يميز النساء الريفيات في الماضي عن نساء الأرياف في وقتنا الحالي، وبالتالي فقد بينت الدراسة أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة الريفية لا يأتي من مشاركتها في البرامج التنموية، أو زيادة تحصيلها العلمي، أو إدماجها في سوق العمل وامتلاكها المشاريع الخاصة، بل يأتي من تعزيز دورها كفرد فاعل في مجتمعها ومحيطها.